"سنسحقهم ونهدي الأهداف السبعة لزوجاتنا والثامن لكلابنا" هكذا تحدث أحد لاعبي منتخب ألمانيا في المؤتمر الصحفي قبل لقاء الجزائر في الجولة الأولى في كأس العالم 1982 الذي استضافته إسبانيا.
هذا التصريح لم يمر مرور الكرام.. يستعرض FilGoal.com حكايته، ويقدم سلسلة من تلك التصريحات التي غيرت وجه الكرة في العالم.
الجزائر تأهلت للمونديال للمرة الأولى في تاريخها ووقعت في المجموعة الثانية بجوار منتخب ألمانيا الغربية آنذاك، وحاملة لقب كأس الأمم الأوروبية 1980، بالإضافة إلى النمسا وتشيلي.
حرب نفسية
منتخب ألمانيا كان يضم في ذلك الوقت العديد من اللاعبين المميزين مثل كارل هاينز رومينيجيه، بول برايتنر، وأولى شتيليكه، فيما كان يأتي نظيره الجزائري بالعديد من المغمورين في ذلك الوقت مثل رابح مادجر، لخضر بلومي، وشعبان مرزقاني.
نتيجة المباراة بين المنتخبين كانت محسومة بكل تأكيد لأبطال أوروبا وما أكد على ذلك هو تصريح المدير الفني للماكينات جوب ديروال في المؤتمر حيث قال:"أوعدكم إذا هُزمنا، سوف أقفز لركوب أول قطار عائدا إلى ميونيخ".
على الجانب الأخر، شعبان المرزقاني لاعب الجزائر في تصريحاته لصحيفة "الجارديان" الإنجليزية وهو يروي قصة مباراتهم أمام ألمانيا بعد 28 عاما من المونديال، استهل كلماته قائلا: "وهل سمعت يوما عن ألماني لم يقم بعمل واجبه المنزلي؟".
ما حدث فعليا، هو أن الألمان لم يقوموا بعمل واجبهم المنزلي.
فالمدير الفني للفريق يوب دروفال اعترف بعد الهزيمة أنه لم يطالب لاعبيه بمشاهدة المباريات المسجلة للجزائر للإعداد للقاء خوفا من أن يضحكوا عليه أو يقوموا بتبادل النكات على طلبه الغريب.
ما حدث في المباراة كان أشبه "بغرق سفينة تايتانيك جديدة" هكذا عنونت صحيفة "Süddeutsche Zeitung" الألمانية بعد الهزيمة المفاجئة أمام محاربي الصحراء بهدفين مقابل هدف، بعدما سجل رابح مادجر الهدف الأول، وعادل رومينيه النتيجة، لكن بلومي أحرز هدف الانتصار بعد التعادل بدقيقة واحدة فقط.
بلومي أكد أن تصريحات الألمان في المؤتمر الصحفي كانت دافعا قويا لهم من أجل تحقيق الانتصار، وأن تزامن الاحتفال بعيد الاستقلال العشرين عن الاحتلال الفرنسي مع موعد المباراة كان يمثل أكبر حافز لهم من أجل الفوز ورفع رؤوس أسرهم في الجزائر.
"سنسحقهم ونهدي الأهداف السبعة لزوجاتنا والثامن لكلابنا" هكذا تحدث أحد لاعبي منتخب ألمانيا في المؤتمر الصحفي قبل لقاء الجزائر في الجولة الأولى في كأس العالم 1982 الذي استضافته إسبانيا.
هذا التصريح لم يمر مرور الكرام.. يستعرض FilGoal.com حكايته،
ويقدم سلسلة من تلك التصريحات التي غيرت وجه الكرة في العالم
بعد تلك المباراة الجزائر تعرضت للهزيمة أمام النمسا بهدفين نظيفين، وفي المباراة الأخيرة نجح محاربو الصحراء في الفوز على تشيلي بثلاثة أهداف لهدفين، وهذا كان يعني تأهلهم للدور الثاني حال عدم فوز ألمانيا على النمسا في اليوم التالي بهدف أو بهدفين دون رد.
وحدث ما لم يتوقعه أحد بعدما تواطأ منتخب ألمانيا مع نظيره النمسا وفازت الماكينات بهدف نظيف، في أكبر فضيحة تلاعب في نتائج المباريات عرفها تاريخ كرة القدم وكأس العالم منذ بدايته.
هذا أدى إلى اتخاذ الفيفا قرارا تاريخيا يعمل به منذ تلك البطولة وحتى الآن بأن تقام مباريات الجولة الأخيرة في أي بطولة في وقت واحد حتى يكون هناك ضمان بعدم وجود تلاعب في النتائج بين أي فريقين.
"هل شعرنا بالغضب بعد التلاعب؟ لا لقد بقينا هادئين، رؤية منتخبين كبار في كرة القدم يتلاعبون من أجل إقصائنا كان تكريما للجزائر، لقد خرجنا مرفوعي الرأس" هكذا روي مرزقاني شعور محاربي الصحراء، وهو نفس ما سار عليه رفيقه بلومي الذي قال:"أدائنا أجبر الفيفا على تغيير القوانين، هذا كان يعني أن الجزائر تركت عالم بارزة لن تمحى في تاريخ كرة القدم"....